العلاقة بين طريقة تغذية الأبقار وصحة الإنسان: من المزرعة إلى الكوب
ما تأكله الأبقار ينعكس مباشرة على ما نشربه نحن من الحليب. فتركيبة الحليب ليست ثابتة، بل تتغير بتغير نوعية العلف، الماء، ونمط الرعاية الصحية للحيوان. لذلك، عندما نتحدث عن “الحليب الصحي”، يجب أن ننظر أولًا إلى “البقرة السليمة”.
الأبقار التي تُغذى على الأعلاف الخضراء الطبيعية مثل البرسيم والعشب الطازج تنتج حليبًا غنيًا بالأحماض الدهنية المفيدة، وذو نكهة طبيعية مميزة. بينما الأبقار التي تعتمد على أعلاف صناعية أو بقايا غذائية قد تعطي حليبًا يحتوي على نسب أعلى من الدهون المشبعة ونكهات أقل جودة.
كذلك، استخدام المضادات الحيوية أو الهرمونات في الأعلاف يؤثر على صحة الحليب. فبقايا هذه المواد يمكن أن تنتقل بكميات ضئيلة إلى الحليب، مما يشكل خطرًا صحيًا على المدى الطويل، مثل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أو اضطراب التوازن الهرموني في الجسم. لذلك، يُفضّل دائمًا اختيار منتجات مكتوب عليها “خالٍ من الهرمونات والمضادات”.
كما أن البيئة التي تعيش فيها الأبقار — من نظافة الحظيرة إلى جودة الماء — تؤثر على جودة الحليب بشكل غير مباشر. الأبقار المجهدة أو المريضة تنتج كميات أقل من الحليب وبجودة أدنى، لأن جهازها المناعي يكون في حالة ضعف.
من هنا يأتي شعار “من المزرعة إلى الكوب”: فالصحة تبدأ من الاهتمام بالحيوان والبيئة قبل أن تصل إلى المستهلك. وكلما كانت التغذية طبيعية ومستدامة، كلما كان الحليب الناتج أكثر نفعًا وسلامة للإنسان.
Add Comment