المواد الحافظة في منتجات الألبان: الضرورة أم الخطر الصامت؟
كثير من المستهلكين اليوم يبحثون عن منتجات “طبيعية 100%” ويتجنبون كل ما يحتوي على مواد حافظة. لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل أن المواد الحافظة تلعب دورًا أساسيًا في منع تلف الأطعمة السريعة الفساد، وعلى رأسها منتجات الألبان. فهل الحافظة ضرورية فعلًا؟ أم أنها خطر صامت كما يُشاع أحيانًا؟
تُعتبر الألبان من أكثر المنتجات الغذائية عرضة للتلف لأنها بيئة غنية بالبروتينات والماء، ما يجعلها مثالية لنمو البكتيريا والفطريات. لذلك، تُستخدم بعض المواد الحافظة لمنع هذا التدهور السريع، خصوصًا في المنتجات التي تحتاج إلى مدة صلاحية أطول مثل اللبن المنكّه أو الجبن المطبوخ.
من أشهر المواد الحافظة المستخدمة في صناعة الألبان حمض البنزويك وحمض السوربيك وأملاحها، وهي مواد مسموح بها عالميًا ضمن الحدود الآمنة. هذه المواد لا تقتل الميكروبات فحسب، بل تمنعها من التكاثر، مما يحافظ على الطعم والقيمة الغذائية لفترة أطول.
لكن المشكلة تبدأ عندما تتجاوز الشركات الحدود المسموح بها أو تستخدم مواد غير مصرح بها لتقليل التكاليف أو لتمديد فترة الصلاحية بشكل مبالغ فيه. عندها قد تتراكم هذه المواد في الجسم وتسبب آثارًا جانبية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي أو الحساسية.
الحل ليس في الخوف من كل منتج يحتوي على مادة حافظة، بل في الوعي والاختيار الذكي. المنتجات الموثوقة من شركات معروفة تخضع لرقابة صارمة وتلتزم بالجرعات المحددة. كما أن الحليب الطازج ومنتجاته المبسترة غالبًا لا تحتاج إلى مواد حافظة إذا تم حفظها وتبريدها بطريقة صحيحة.
في النهاية، ليست المواد الحافظة عدوًا دائمًا، بل أداة تُستخدم بحكمة لضمان سلامة الغذاء. ويبقى المبدأ الذهبي هو: “كلما كان المنتج أقرب إلى طبيعته الأصلية، كان أفضل لصحتك”.
Add Comment