الهرمونات في الحليب: حقيقة علمية أم مبالغة إعلامية؟ Previous item العلاقة بين طريقة تغذية... Next item استخدام الهرمونات في تربية...

الهرمونات في الحليب: حقيقة علمية أم مبالغة إعلامية؟

خلال السنوات الأخيرة، انتشرت أحاديث كثيرة حول وجود “هرمونات” في الحليب، وأنها قد تؤثر على الإنسان وتسبب مشكلات صحية مثل البلوغ المبكر أو اضطراب الهرمونات. ولكن، ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل هي حقيقة علمية أم مجرد مبالغة إعلامية؟

في الأصل، جميع أنواع الحليب تحتوي على هرمونات طبيعية، لأنها تُفرز من أجسام الأمهات سواء كانت بشرًا أو أبقارًا. هذه الهرمونات موجودة بشكل طبيعي وتُعد جزءًا من مكونات الحليب، مثل الإستروجين والبروجسترون، لكن كمياتها قليلة جدًا ولا تشكل خطرًا على الإنسان، لأن معظمها يتحلل أثناء عملية الهضم.

القلق الصحي لا يأتي من الهرمونات الطبيعية، بل من الهرمونات المضافة صناعيًا التي تُستخدم في بعض الدول لزيادة إنتاج الحليب، مثل هرمون النمو البقري (rBST). هذا الهرمون يساعد الأبقار على إنتاج كميات أكبر من الحليب، لكنه يثير جدلاً واسعًا حول تأثيره على صحة الإنسان والحيوان. ولهذا السبب تم منعه في العديد من الدول مثل الاتحاد الأوروبي وكندا وبعض الدول العربية.

من الناحية العلمية، الدراسات الحديثة لم تثبت بشكل قاطع أن هذه الهرمونات تسبب أمراضًا مباشرة للبشر، لكن بعض الأبحاث تشير إلى أنها قد تؤثر بشكل غير مباشر على التوازن الهرموني إذا استُهلكت بكثرة، خاصة لدى الأطفال.

إذن، هل يجب أن نقلق؟
الإجابة: ليس بالضرورة، ولكن يجب أن نكون واعين. فشراء الحليب من مصادر موثوقة ومزارع تلتزم بعدم استخدام الهرمونات الصناعية هو الخيار الأفضل. ويمكن معرفة ذلك من خلال الملصق الذي يذكر “خالٍ من الهرمونات” أو “من أبقار تتغذى طبيعيًا”.

في النهاية، لا ينبغي أن نخاف من الحليب، بل أن نحرص على معرفة مصدره وطريقة إنتاجه. الحليب الطبيعي النظيف يظل غذاءً متكاملًا وآمنًا متى ما تم إنتاجه وفق المعايير الصحية السليمة.

Add Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

أين يمكن الشراء

منتجاتنا متوفرة حاليًا لدى تجار التجزئة المختارين في مكة
محدد موقع المتجر